حكم قراءة الحائض للقرآن
السؤال: هل تحرم قراءة القرآن للحائض قراءة تعبدية؟ علماً أنا لم نجد حديثاً صريحاً ينهى الحائض عن قراءة القرآن، ولم ترد آيه صريحة تنهى الحائض عن قراءة القرآن، والحديث الذي ورد فإنها لا تمس حائض ولا جنب شيئاً من القرآن، حديث لم يبلغ درجة الصحة، ولم ترد أحاديث تساند هذا الحديث.
ثانياً: الآية التي تقول: ((لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ))[الواقعة:79] فالله سبحانه قال لا يمسه ولم يقل لا يقرؤه... إلى آخره؟
الجواب: الذي يترجح لدي الفرق بين الجنب والحائض، فأما الجنب ففي إمكان الإنسان أن يتخلص من الجنابة في أي وقت، فيغتسل ويعود طاهراً ويقرأ القرآن.
وأما الحائض فإنه يشق عليها أن تمر هذه الفترة ولا تقرأ القرآن.
فأقول: إن الحائض يجوز لها أن تقرأ القرآن -إن شاء الله- عن ظهر قلب، وأما مس المصحف فلا تمسه إلا إذا اضطرت، فإذا اضطرت لذلك فلتمسسه بحائل.
يقول ابن قيم الجوزية في كتبه: [[يعتبر هاجراً القرآن من لم يقرأه فوق ثلاث ليال]] فقد يقال: فكيف بنا نحن تجلس إحدانا السبع والتسع والعشر والخمسة عشر يوماً من تصاب بالحيض لا تقرأ القرآن؟ والجواب: إن من عذره الله لا يدخل في هذا، وقصد ابن القيم هو الهجر الجزئي، وليس هجراً مطلقاً كلياً، أي: يدخل فيه شيء من الهجر.